الطيب عبدالماجد يكتب … أمير الفقراء …!! أنعيك يا أبو عبيدة حسن مع الكبار لأنك كبير ونقي وصابر ….!! كبير بفنك وأخلاقك وموهبتك ..

أمير الفقراء …!!

أنعيك يا أبو عبيدة حسن مع الكبار لأنك كبير ونقي وصابر ….!!
كبير بفنك وأخلاقك وموهبتك ..

من يغني وسط وردي وعثمان حسين وعركي ويحجز له مقعدا في أذن السودانيين مع هذه ( البوارج ) فقد عبر ……….!!

وقد كنت كذلك …..!!

ملامحة الودودة وموهبته الكبيرة وبساطته المحببة
جعلت منه فناناً بالفطرة واستاذاً بالميلاد …!!

وياعقد الجواهر يا الضواي وباهر
يالخليتني أهتف بي حبك وأجاهر..
بين أتراب عزاري بين أتراب أزاهر ..

كان عندما يغنيها هذا الموهوب يجعل العقد يلمع
ويحاكي النجوم …بصوت حنين وموهبة لا تخطئها العين

جاء ( أبوعبيدة ) في زمن الكبار قادماً من الشمال الولود
لا يحمل سوى ربابة وشجن
ففتح له السودانيون الطريق والقلوب ليمضي في سوح الفن والإبداع ….
فمشى بسجيته وروحه المشبعة بالجمال …

شاءت الأقدار أن يتوقف ود الحسن عن الغناء معانياً لكنه عاد في العام ألفين وتسعة ….شمسًا بعد كسوف
ولكن يبدو أن محطات الرجل مليئة بالأشواك والدموع
فتعثر مريضا من جديد وكابد الألم في صمت وجسارة ….
لم يستجد أحد ولم يشكو قلة حيلة ….!!

أصلو المحبين الحنان لا بنسو لا بتحولو …

وانزوى أبوعبيدة حسن في محرابه دون صوت
يعزي نفسه برائعته التي اطلقها في بداية السبعينات

يانسيتنا ومازرتنا نحنا زايدين في حبنا
يانسيتنا وانت الحبيب نحنا نسأل كل ماتغيب

وقد طال سؤال الرجل …

لكن ..دون جواب

( أبوعبيدة حسن ) فنان قدم نفسه للجمهور عبر الهواء الطلق حيث لا ناقل ولا وسيط وبذائقة السودانيين
الفذة كان المرور …..

أضاف ابوعبيدة حسن وتراً جديداً لآلة الطمبور وهذه لا يفعلها إلا عبقري ….!!

لم يستسلم للمرض فكان يصنع ( الطنابير ) ويبيعها
ويرسم اللوحات حتى لا يستجدي الناس …
وواجه الظروف والمرض بصبر وجلد جعلها الله له كفارة وأجر ..!

ليغيبه الموت ويطوي معه سيرة فنان استثنائي
عاش على الظلال وصنع الجمال ….
رقيق وبسيط وكبير …..!!

رثيت نفسك يا أبو عبيدة باحدى اغنياتك الخالدة
عندما حلقت تغني

والله ما رضيناها ليك تغمر الدمعات عينيك
رغم كل خصام وجفوة برضو شفقانين عليك

إنت تبرى من الألم … الألم ما لينا نحنا
ماهو باين في عيونا مهما جينا ومهما رحنا

ترجل ود الحسن بعد أن عاش وحيداً ومات وحيداً
لكنه منحنا فناً وجمال …!!

أنعيك اليوم إنصافاً وواجباً وتقدير وأدعوكم لتترحموا عليه فقد سار في جنازته نفر قليل ….
فدعونا نشيعه بالدعاء والرحمة ….
فالرجل لم يقدم سوى روحه التي سكبها فناً وإبداع

ولسان حالنا يردد رائعته

أصلو لو ما الدنيا قاسية الألم كيفن يصيبك …!!

إلى جنات الخلد أمير الفقراء ….
ووداعاً أيها الساحر ….!!

سكت الرباب ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *