لوكا بيونق: افريقيا تحتاج لعقد اجتماعي وسياسي جديد

قال بروفيسور لوكا بيونق دينق الاكاديمي والسياسي البارز من جنوب السودان ان افريقيا تحتاج الى عقد اجتماعي جديد يكون المواطن فيه الركيزة الاساسية.

 

جاء ذلك في حلقة النقاش التي نظمها اليوم المجلس السوداني للشئون الخارجية بالتعاون مع المركز الأفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول الديمقراطي بالنادي الدبلوماسي، والتي جاءت بعنوان (فرص وتحديات بناء السلام بافريقيا) بحضور عدد من السفراء والمهتمين والجهات ذات الصلة.

 

واستعرض بروفيسور لوكا بيونق دينق فرص وتحديات بناء السلام بافريقيا مشيرا الى ان التركيز على التجارب التي واجهت الدول الافريقية مهم جدا، وان السودان من الدول التي شاركت في الثورات التحررية بافريقيا مما يؤكد افريقيته، وقال ان مركز سدني عرف السلام بانه انعدام العنف او الخوف وقال ان هناك 23 معيار لقياس السلام، ولوحظ ان هناك تدني واضح في افريقيا لمستوى السلام بحوالي 0.5% في العام 2021 وكان هناك تحسن في مستوى السلام في 21 دولة اي ان حوالي 50% من الدول الافريقية لم يشعروا بالتحسن والسلام، لافتا الى ان الدول الاكثر سلما في افريقيا موريشيص وجاءت جنوب السودان في ذيل القائمة لاسباب متعددة.

 

وقال ان هناك جهات مهتمة بمعايير السلام في افريقيا ومراكز دراسات جديدة حاولت تشخيص الدوافع وراء العنف والحروب وجدت تدني في الحماية والامن الافريقي، وارجعت السبب وراء العنف والحروبات للطمع، واخرين ذكروا الظلامات، وقال ان التحديات التي تواجه بناء السلام في افريقيا عدة اولا مستوى الحوكمة من الاسباب الاساسية تليها المؤسسات وهي اليات لتطبيق الحكم على المواطن، وقطاع الامن لافتا الى انه لا يتماشى مع حماية المواطن مشيرا الى أن قطاع الامن اصبح في بعض الدول مهدد خوف للمواطن، لافتا الى ان 70% من الميزانيات تدفع للامن مما يعد خصما على القطاعات الاخرى المهمة كالصحة والتعليم والانتاج، والتحدي الاخير ايضا القيادة الاستراتيجية، مشيرا الى ان القيادة في افريقيا لديها رغبة في الحكم للابد دون مراعاة للمواطن ولا الدولة، وقال ان الامن الانساني هو الامن الوطني وهو مهم كفهم جديد وركيزة اساسية لاستدامة السلام مؤكدا ان التركيز على الشخصية في القيادة هو اخفاق كبير. واكد لوكا ان افريقيا تحتاج لعقد اجتماعي جديد يبنى على ان المواطن هو الركيزة الاساسية، وقال إن هناك ثلاثة محاور اساسية في العقد الاجتماعي الجديد دستورية العلاقات بين المواطن والدولة والمؤسسات التي تركز على المواطن والترابط الاجتماعي كل ذلك سيدعم التركيز على السلام في افريقيا.

 

من جانبه اوضح الأمين العام للمجلس السوداني للشئون الخارجية السفير يوسف فضل احمد انه دارت مداولات عميقة عن التحديات والاولويات التي تواجه الانتقال السلمي وكيفية تخطي المرحلة الانتقالية في السودان ومواكبة هذه التحديات والاستفادة من تجارب الدول الافريقية التي مرت بذات الظروف خاصة رواندا والاستفادة من التقاليد والعادات السودانية في تحقيق العدالة الانتقالية.

 

وفي ذات السياق قال السفير عبد الباقي كبير مدير المركز القومى للدراسات الدبلوماسية ان حلقة النقاش تناولت الوعي المجتمعي بالسلام باعتبار ان القارة الافريقية قارة ازمات، وكانت فرصة لتشخيص هذه الحالة واقتراح وسائل السلام على ان يتم العمل في الاطار السوداني والاسلوب السوداني والاستفادة من التجارب التي تساهم في بناء السلام وتوافق الجهود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *