بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (67)… الوصول الي مطار عنتيبي…

بروف هاشم علي سالم يكتب … خربشات على جداريات الحوار (67)…
الوصول الي مطار عنتيبي…

ذكرت في احد الخربشات السابقة تكليفي بشرح الحوار السوداني الي الرئيس اليوغندي موسفيني.. ولكن ليس هنا في الخرطوم بل علي السفر الي عنتيبي لملاقاة الرئيس اليوغندي واداء المهمة التي كلفت بها.. كان امر السفر الي يوغندا او اي مكان اخر.. يصيبني بالتوتر فأنا لا احب الاسفار العادية.. فدعك من سفر الي دولة لم ازرها من قبل ليس هذا فقط بل سألاقي فيها رئيس دولة افريقية..

واي رئيس دولة هو.. انه موسيفيني المشهور.. لاول مرة طبعا ادخل القاعة الرئاسية للمطار حيث تقف الطائرة ليس ببعيد.. وعليك ان تذهب راجلا اليها.. الرحلة ليست مباشرة الي عنتيبي فعليك ان تغير الطائرة في كينيا ثم مباشرة الي عنتيبي.. كلما تقترب المسافة يزداد التوتر..

والرحلة ليوم واحد فقط اي تقضي مهمتك وتعود في نفس اليوم.. وهذا يكون مرهقا حتي في وطنك دعك من سفر لدولة اخري والعودة منها في نفس اليوم.. وصلت الي مطار عنتيبي.. وكل المسافرين يعرفون الي اين يذهبون ويسرعون في خطاهم..

الا انا لا اعرف الي اين اذهب.. ظللت ماشيا حتي وجدت شخصا يحمل ورقة مكتوب فيها اسمي كاملا.. ذهبت اليه.. هل انت برف هاشم.. نعم.. سألني هل لديك اي شنطة اخري.. ليس لدي غير ما احمله.. سريعا خرجنا من المطار وهناك عربة من رئاسة الجمهورية اليوغندية اقلتني الي فندق يقع علي حافة بحيرة فكتوريا..

منبع النيل الأبيض والاغرب ان المياه تضرب في احد حوائط الفندق.. كان منظرا جميلا.. عرفت ان الفندق مخصص لضيوف الرئيس.. زاد توتري بان احد الحراس كان يمر امام غرفتي ذهابا وإيابا..

بعد فترة اخطروني بان مواعيدي مع الرئيس هي الساعة الثانية ظهرا وان استعد.. في الواحدة والنصف طرق باب الغرفة علي ان اذهب لمقابلتي.. نفس العربة ومعها الحرس ذهبنا بها.. وعندما دخلنا القصر اخذ الطريق شكلا متعرجا واخذت العربة تزحف كالثعبان تماما وتزحف ببطء..

وبعد كل مسافة قصيرة يأتي حرس مسلح يسأل عن هوية الشخص داخل العربة.. واظنه يفعل ذلك لانه يتحدث بلغة يوغندية ويسمح للعربة لمواصلة زحفها مرة أخرى..

اخيرا وصلنا ودخلت في غرفة تم اغلاقها من الخارج.. بعد فترة تم فتح الغرفة واتي شخص يدفع امامه ترولي به انواع كثيرة من السندوتشات والعصائر والشاي.. وضعوا امامي ما اريد ثم خرجوا وقفلوا الباب ايضا.. مجرد الانتهاء من الوجبة فتح الباب وطلبوا مني مرافقتهم لمقابلة الرئيس كل حرس يسلمك للاخر حتي وصلنا باب مكتب الرئيس.. هنا يقف الحرس عند الباب ولا يتقدم ويامرك لمواصلة سيرك.. كان الرئيس يقف هناك في نهاية منضدة طويلة وعليك ان تقطع مسافة ليست بالقصيرة حتي تصل الي مكان وقوفه.. واخيرا وصلت.. والي خربشة أخرى..

بروف هاشم على سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *