مبارك الكوده يكتب.. لا للحرب نعم للسلام

*مبارك الكوده يكتب: لا للحرب نعم للسلام*

هذا الشعار لن يتحقق الا بسيناريو الانفصال ولا اعتقد ان الانفصال سبه وتابو يخيفنا به البعض و لا يجوز الاقتراب منه ، والانفصال في تقديري نعمة و خيار للعافية ، والذين يحدثوننا عن ان العالم ينحو نحو الاتحاد فهذه حجة من يقرأ ويلٌ للمصلين دون ان يكمل الذين هم عن صلاتهم ساهون ليكتمل المعني ٠
مشكلة النخب في السودان هي تبني تطبيق آخر ما وصلت اليه مسيرة الانسان الواعي فهم يريدوننا ان نحرق المراحل و نقفز فوق رمادها لتطبيق ديمقراطية وستمنستر دون ان نتدرج في وعينا بها ونصل لهذه القيمة العلمية ، وكذلك يريدوننا ان نطبق الاسلام دون ان نؤسس له قاعدة من مكارم الاخلاق ،ويردون للحرب ان تقف بمجرد شعار لا للحرب وأظنهم يعتقدون ان هذا الشعار المكون من هاتين الكلمتين كافٍ لوقفها وهي التي ظلت قائمة لأكثر من مئة عام ، واوربا التي يضربون لنا بها هذا المثل كان خيار استقرارها بعد الحرب العالمية الاولي هو التقسيم الحالي ودونكم كمثال دولة سويسرا وليتنا عدنا لدراسة تاريخها وكيف تأسست هذه الدولة الصغيرة والتي ضمت بعد الاتفاق المشهور علي تأسيسها ثلاث ولايات كل ولاية لها لغتها وثقافتها فنجد ولاية ايطالية كاملة الدسم وولاية فرنسية ينقصها العلم الفرنسي وولاية المانية تشجع الفريق القومي الالماني ، وكل ولاية من هذه الولايات الثلاث لا تجمعها بالولايتين الاخريتين الا ماهو اتحادي مثل العلاقات الخارجية والشرطة الفدرالية ووزارة المالية وماشابه ذلك من قضايا اتحادية اما قضايا الثقافة من لغة ومعتقد وتعليم وغيرها من اعراف فهي شأن ولائي محلي ٠
فدعونا إبتداءً نطرح فكرة الانفصال بيننا وبين من هم يرون انهم مظلومين للحوار الجاد والمسئول واعتقد ان هذا الفكرة ستجد من يدعمها بقوة لانها موجودة في دواخلنا وبالطبع سيكون المُخرج تأسيس دولتين ثم من بعد ذلك نأتي لمشاكل الدولة الواحدة الداخلية ونؤسس فيها نظاماً فدرالياً حقيقياً علي شاكلة النظام السويسرى ، وفي تقديري أن هذا هو الحل الجذري لمشكلتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولوقف الحرب نهائيًا ، وبالطبع الحرب التي ظلت دائرة بين اهلنا في غرب السودان الجغرافي وشماله السياسي لم تبدأ في ١٥ / ابريل انما هي قديمة جداً قدم الثورة المهدية وربما أقدم وقد ظهرت بصورة واضحة منذ ان حكم الخليفة عبد الله التعايشي السودان ، وما محطات الحروب هذه الا تجليات لما هو في الصدور فدعونا نقطع دابر هذه الحرب ونتجاوز هذا الغبن بالانفصال ويبقي بيننا كدولتين من علاقات ايجابية ما يحقق الاستقرار والمصالح الاخري ٠
ربما يقول قائل ان هذا الوقت لهذه الرؤية غير مناسب وفي تقديري الخاص ان هذا الوقت هو الوقت المناسب جداً لهذه الرؤية وما علينا إلّا ان نستبدل أجندة حوار جدة من البحث عن الهدن لوقف الحرب مؤقتًا الي كيفية قطع دابر الحرب بالانفصال وما أريد بهذا المقترح الا الاصلاح ما استطعت ونسأل الله التوفيق ٠

مبارك الكوده

مقالات ذات صلة