لماذا انسحب الجيش من مدني .. بقلم : المهندس مهند خلف الله

يجب على المواطن الداعم لجيشه احسان الظن في قرارت قيادة الجيش. انسحاب الجيش خارج مدني والجزيرة من وجهة نظري كان انسحاب وقرار رغم صعوبته قد يكون قرار إستراتيجي وتكتيكي من جميع النواحي. الجيش انسحب من وجهة نظري البسيطة لكي:

١. حفظ ما لديه من قوة وعتاد التي لم يكن بامكانها الصمود على مجابهة غزو الدعم السريع و”معاونيه” من خارج و”داخل” مدني والجزيرة على حسب تقديرات قيادة الجيش في ذلك الوقت.

٢. تجنيب المواطن البسيط خطر الاشتباكات العسكرية حقناً لدماء ما قد يصبحوا ضحايا حرب “ناس #لاللحرب” على حسب ما أشاعت له قحط في اذهان الكثير من المواطنين ان هذه ليست إلا حرب بين جنرالين، او حرب “جيش الكيزان” مع الدعم السريع، “الحرب عبثية”، وأنها ليست حرب الدعم السريع ضد المواطن البسيط. إنسحاب ما يسمونه ب”جيش الكيزان” ما يحدث الآن في الجزيرة يثبت للمواطن والعالم اجمع أن هذه حرب يستهدف فيها بربر ووحوش الجنجويد المواطن البسيط، وأن ما يقوم به الجيش في الخرطوم ليس الا واجبه بالدفاع عن المواطن وحقوقه. والآن يطالب المواطن الجيش ان يحارب الدعم السريع بل وصل لدرجة انه يلومه ويصفه بالخيانه لانه لم “يحارب” الدعم السريع.

ماحدث في الخرطوم من انتهاكات وتبريرا من بعض الساسة والميديا هو ان الدعم السريع لجأ لدخول منازل المواطنين خوفآ على حياة جنود الدعم السريع. مثل”اين يذهبوا اذا خرجوا من بيوت المواطن” “حيكونوا هدف سهل للجيش”. اخطئت قيادة الجيش عندما استمعت لهتافات “لا للحرب” و اعتقدت ان الدعم السريع لن يتعرض لمواطني الجزيرة لانه يسعى لتحسين صورته، خصوصاً بعد الاتفاق بين مجموعة تقدم و(البعاتي) في اديس ابابا.

الكثير من الجيوش الوطنية عبر التاريخ تنسحب من المدن حقناً لدماء شعبها أو لاسباب تكتيكية حسب تقديرات قادتها، وقوانين الاشتباك الدولية تحافظ على حقوق المواطن وسلامته لمواطن من التعرض لاي انتهاكات وخصوصاً عندما يعلم الجميع ان الجيش قد تجنب المواجه واختار الانسحاب من تلك المواقع.

3. خروج الدعامة من الخرطوم واتجاههم الى مدني يسهل عملية تحرير الخرطوم، ولربما اعتقد البعض أن ذلك يعنى مخطط انسحابهم خارج الخرطوم.
4. قادة الجيش على علم تام بأن استرداد الجزيرة او مدني اذا ما تم احتلالها من قبل الجنجويد ليس بصعوبة استرداد مدينة كالخرطوم بسب قلة المباني المتعددة الطوابق. الانتصار في حرب المدن اكثر صعوبةً وذلك لاختباء القناصة في المباني المرتفعة. واين المفر من طيران ومسيرات الجيش في الجزيرة اذا ما استدعى الامر لذلك.

5. كل الاسباب المذكورة سابقاً ليست سعياً منى لنفي ما يقال عن وجود بعض الخونة بين قيادات الجيش وصفوفه، فربما لهذا السبب وغيره من انتماء عدد من مواطني الجزيرة لمليشيا الدعم السريع، لذا كان قرار الجيش في الانسحاب هو القرار الصائب.

مقالات ذات صلة