بروف هاشم علي سالم يكتب .. خربشات على جداريات الحوار (27) … لقاء دكتور الترابي

بروف هاشم علي سالم يكتب .. خربشات على جداريات الحوار (27) … لقاء دكتور الترابي

بدأ الحوار الوطني في ديسمبر 2011 كمبادرة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وكنت وقتها مديرا للجامعة..

كان الهدف من المبادرة أن يتم الاتصال بكل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة لإبداء رأيهم الذي يرونه في كيفية حل مشاكل السودان التي اقعدته منذ الاستقلال وأهمها المشكلة الاقتصادية ومشكلة الهوية والحريات التي يمكن أن تتاح في المجتمع السوداني ثم نعرف رأي الكيانات السياسية في كيفية حكم هذا البلد الشاسع..

اذكر كان لدينا (18) سؤالا نريد اجابته من كل كيان سياسي لنعرف رأي كل كيان وفي النهاية يتوسع الأمر في مؤتمر حوار جامع تقدم فيه أوراق علمية تؤدي إلى نقاط اتفاق وأيضا إلى نقاط خلاف ثم يحدث تركيز عل نقاط الخلاف حتى يصل الناس الي توافق حولها.. تمت مقابلة معظم الأحزاب السياسية وكذلك بعض الحركات المسلحة..

وجاء دور مقابلة رئيس حزب المؤتمر الشعبي.. د الترابي.. اتصلنا بهم ليحددوا لنا موعدا مع الرجل وقد كانت الاستجابة سريعة من مكتبه..

ذهبنا إليه في منزله ورحب بنا ثم بدأنا في شرح مبادرة الجامعة بالحوار بين السودانيين أنفسهم وعرض رؤاهم التي يرونها لحل المشاكل التي عجزت كل الحكومات المتعاقبة في حلها…

بدأنا في الشرح وكان مستمعا ممتازا لم يقاطع حديثنا.. وكان يخدمنا بنفسه حافي القدمين ولم يدخل معنا أحدا غيره.. والشهادة لله كانت تلك اول مرة في حياتي اجلس مع الرجل..

كان دقيقا في إجابات وجاوب على كل الاسالة التي طرحتها المبادرة.. بالرغم اننا ذكرنا له أن لدينا معه نصف ساعة فقط ولكن استغرق اللقاء معه ثلاث ساعات ونصف الساعة.. في نهاية اللقاء.. أعجب تماما بالمبادرة وايدها على أنها من جهة أكاديمية محايدة..

طلبت منه أن يعطينا تصريحا في التلفزيون بتأييد مبادرة الجامعة.. ذكر لي بأنه مقاطع التلفزيون السودان حتى تلك اللحظة مده تسعة سنوات ولكن لاباس الان بالتصريح لتأييد مبادرة محايدة..

وقد كان فقد كان تصريحا قويا أعطانا دفعة قوية في المضي بها إلى أعلى سقوفاتنا..

حقيقة كنا وجودا معه في سياحة فكرية لم تمهله الايام في تحقيقها ومن أهمها كان مهموما بارجاع الجزء الذي انشطر من الوطن.. وربما أعود لذلك الحلم الذي مازال يسكن مشاعرنا ولكنه مازال نائما علنا نوقظه يوما ما..

بروف هاشم على سالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *